نبراس المعموري
بغداد تستيقظ هذا الصباح على صوت فيروز الذي يطرب المسامع ويخترق القلوب ، صباح كان ينبئ بحدوث شئ يطرق الاذهان ويغير الكثير ،الكل مستعد للانطلاق لاتمام عمل اليوم، فالاستاذ هم باخذ اوراقه ليذهب مسرعا الى اللجان الامتحانية وهي تدقق في دفاتر امتحانات الكورس الاول وهو على عجلة من امره ، هذا حال الجامعي، ولا اعتقد ان حال غيره من الموظفين يختلف، فالكل له من المشاغل والاعمال ما يجعله يقضي يومه دون ان يشعر بمرور الوقت وانتهاء الظهيرة لكن هذا الصباح رغم ماحمله من ترنيمات جميلة نطقتها فيروز الرائعة ، الا انه تغير بتغير ذلك الصوت المخيف الذي بعث الرعب في القلوب واخترق المسامع لينبئ بحدوث ما نحاول نسيانه، لكنه يلازمنا اينما ذهبنا فتفخيخ السيارات اصبح مهنة امتهنها ضعفاء النفوس وكاتم الافواه . وما جعلني اكتب هو ذلك الهاجس الغريب الذي انتابني وانا قريبة من ذلك المكان وانا اهم بلخروج الى عملي . احيانا يقال خلال رمشة عين اكمل عملي او اصل مكاني وانا اقول رمشة عين فصلتني عن ذلك التفجير الذي اخترق الازدحام والصق الابرياء بقضبان الدمار فغير معالم الحياة وجعلها معالم للبؤس والخوف، وأنشطرت الارض الى شطرين شطر نجا وشطر انتهى. ويقال الحمد لله نجونا من الموت ،لكن ماذنب الباقين الذين تفحموا وانتهوا ؟ ماذا يقال بشانهم؟ كما أعتدنا للاسف نقول مات في انفجار؟ وينتهي الموضوع. لاأعلم اي فلسفة هذه واي منطق يتأسف على روح بريئة وكأن شيئا لم يكن ؟ارواح زهقت واشلاء مزقت ونيران هنا وهناك في ذلك الشطر المنكوب، اما الشطر الاخر فاستلم عصف الانفجار ليقول له هم السابقون وانتم اللاحقون ........اتمنى من واضعي ستراتيجية الديمقراطية والحرية في العالم ان يحلوا هذه الاحجية ،وان يضعوا تفسيرا لما يجري، فلا اعتقد ان الحرية تأتي من هذا الباب، ولا الديمقراطية تتحقق بمحاربة الغير على ارض الابرياء ، خطط امنية وانتصارات تلوح عبر الشاشات، لكن موسم اللحمة والتضامن ما لبث ان انتهى واعلن بعودة الحرب على بعضهم، جلسوا للحوار واختلفوا، فاخذ الوعد والوعيد بين الطرفين. لكنني اسألهم من سيكون الضحية ؟؟ الضحية هو ذلك المواطن المسالم الذي يحاول لملمة جراحه وان يعيش حياته كما تعيش البلدان الاخرى. فها هو اليوم اصبح جثة في شطر الدمار ، فزع وارهاب يقتل الاحلام، لكنني لا اخفي عليكم اصبحت لحظات الذهول عادة مستشرية في بلدنا ما تلبث ان تنتهي وتنسى حتى يعود كل منا الى عمله ونمارس حياتنا بشكل اعتيادي، لان الكل اقتنع بان الفوضى والعنف لاتنتهي مالم تأت مكنسة الحقيقة لتدفع بكذبهم الى الهاوية ويكونوا ذائقين لذلك الشطر المخيف الذي يحرق الابدان ويهزق الارواح وكما يقول المثل( كل شط وكدامة جرف) و(كلمن يتلكة اعمال) ....ولحظة الذهول التي تزورنا بين فترة واخرى، ستطرق ابوابهم وتجعل الذهول مفردة بسيطة لما يفعلوه
السبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» قصيده بعنوان كافي
الجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري
» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
الأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري
» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري
» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
الجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري
» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
الأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب / صاحب الضويري
السبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري
» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
الخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين
» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
الخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين
» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
الخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين
» دعوة للمشاركة
الخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري
» قصص قصيرة جدا
الإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري
» زعلتك صدك
الثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
الإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» أكميله للشاعر عارف مأمون
الإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري
» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
الإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري
» قراءة الواقع الثقافي في العراق
السبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري
» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري