ايران بلا عمائم .. مستقبل العرب
هادي جلو مرعي
التظاهرات المؤيدة للسيد مير حسين موسوي عبر شوارع العاصمة الايرانية طهران والرافضة للنتائج التي خرجت بها انتخابات الرئاسة الاخيرة ، تشير الى ان الثورات في ايران ليست نتاج عمالة للاجنبي بقدر ماهي حراك داخلي منسجم وطبيعة هذا الشعب المترف فكريا منذ الثورة الدستورية ، وانقلاب مصدق الذي اجهض بتعاون استخباري امريكي بريطاني اعاد
الشاه الى سدة الحكم ، الى ايام الثورة الاسلامية التي اجتاحت ايران من اقاصي الجنوب الى اعلى القمم المحيطة بطهران نزولا الى تلال قم وحوزتها الدينية الشهيرة ..
الخميني لم يكن عميلا حين فجر الثورة الاسلامية ، ولا الشعب الايراني ، والمتظاهرون في شوارع طهران والمحتجون على نتائج الانتخابات ليسو عملاء ابدا ومن يراقب حراك هذا الشعب وطريقة التفكير السائدة فيه ، خاصة الذين يرجون ضعفا ايرانيا يجدون ان الناس هناك يتحركون وما ان يصنعوا شكلا سياسيا جديدا ومغايرا لما انتفضوا عليه سيفاجأ ان ايران هي ايران في علاقاتها مع العالم ومع الجوار الاقليمي ومنهم العرب تحديدا فالوازع القومي هو الاكثر تأثيرا في السلوك الايراني ويضاهى نظيره الديني بل ويتفوق عليه ، ولذلك فشعار الايرانيين الدائم (ايران اولا) .
وبالرجوع الى العقود التي سيطرت فيها الاسرة البهلوية على مقاليد السلطة نجد ان حال العرب كان من السوء ما يدفع الى اليأس من امكانية الحصول على تنازلات ايرانية فالجزر الثلاث التي طالب بها صدام وسكتت عنها دولة الامارات وهي طنب الصغرى وطنب الكبرى وابو موسى ) استولى عليها نظام محمد بهلوي وبالقوة وحين كانت ايران الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة ، والراعي لمصالحها في الخليج والشرق الاسط وحين كان النزاع على اشده بين القطبين الرئيسين امريكا ، والاتحاد السوفيتي السابق وبقيت الكويت ترتجف بطريقة الارتعاش كلما اهتزت العلاقات الايرانية العراقية او مع المملكة العربية السعودية ..
والبحرين كانت دائما في مرمى الحجر الايراني حتى ان من طالب بضمها خلال الاشهر الماضية من الايرانيين استند الى اقوال ورؤى سابقة ربما كان لها حضور في العهد البهلوي اما العلاقات العراقية الايرانية فشهدت ضم المزيد من الاراضي والافادة من حقول النفط واقتسام شط العرب ، وكان ذلك في عهد الشاه وكانت امريكا راضية وكانت سترضى لو فعل حليفها البهلوي المزيد والمزيد ..
ازداد خوف العرب من ايران بعد الثورة مع ان الصراع اقتصر على التصدير (افكار) ومبادى دينية مع استمرار العلاقات الاقتصادية بوتيرة هادئة او متصاعدة بحسب الاوضاع السائدة وكانت الحرب العراقية الايرانية جزءاً من مخطط لاضعاف نظام صدام حسين الذي اخذ يتسيد الشاحة واشغال الايرانيين بمشاكل تلهيهم عن تجارة الافكار ..
ويشتكي العرب من تدخلات ايرانية في ملفات عدة، عدا الافكار والشعارات والمبادئ الثورية، فهي –ايران- تدعم حركة حماس السنية في فلسطين، المضادة لحركة فتح الحليف لمنظومة الاعتدال العربية، وتعاضد حزب الله اللبناني الشيعي، وتدعم الحركات المضادة للوجود الامريكي في العراق. ولها مواقف مساندة لبعض الحركات الدينية في مختلف البلاد العربية، وبعض الحكومات الشمولية.
ماذا لونجحت حركة الاحتجاجات في تغيير النظام الاسلامي في ايران؟ هل يترتب على ذلك اقامة نظام علماني معتدل؟
من الواضح ان ايران القومية هي البديل عن ايران الاسلامية، وحينها سيكون من المؤكد اقامة حلف استراتيجي مع الغرب الطامح لنفوذ تدعمه ايران الغنية والقوية والمنفتحة.
اين سيكون العرب حينها؟ هل سيحاصرون في الدائرة الضيقة والتقليدية؟ من المرجح ان يحصل كل ذلك خاصة مع عدم امكانية نجاحهم في بلورة مشروع اقليمي واضح يكون لهم فيه دور حيوي فهم لا يمتلكون عناصر التفوق ولا الادارة السياسية ولا التماسك بين قياداتهم، ويمكن بسهولة النظر الى خارطة العلاقات العربية الحالية وشكل المنافسة والتازم بين العواصم صاحبة القرار. وليس من المبالغة القول.. ان هنالك معسكرين عربيين، احدهما يميل الى الغرب وزعيمته الولايات المتحدة، والاخر ينظر بعين الود الى ايران.
ايران الاسلامية.. غيرها القومية، فالدين يدفع الى التسامح والتقارب، والقومية تدفع الى تمجيد الذات والفصل والحدود واستشراء ظاهرة الاستعلاءعلى الاخر وبدلاً من ان نسمع كلمة مسلم وصفاً للعربي، سنسمع كلمة (ارب) كما ينطقها الايرانيون.
ايران الشهنشاهية كانت تحتقر العرب، وايران القومية قد تعيد حالة الرعب العربي من الغول الايراني لتتسيد المشهد..
وفي كل الاحوال فان ما يحدث في ايران الان خارج دائرة التأثير العربي، وما على العرب سوى انتظار النتائج التي لن تكون بصالحهم في كل الاحوال
هادي جلو مرعي
التظاهرات المؤيدة للسيد مير حسين موسوي عبر شوارع العاصمة الايرانية طهران والرافضة للنتائج التي خرجت بها انتخابات الرئاسة الاخيرة ، تشير الى ان الثورات في ايران ليست نتاج عمالة للاجنبي بقدر ماهي حراك داخلي منسجم وطبيعة هذا الشعب المترف فكريا منذ الثورة الدستورية ، وانقلاب مصدق الذي اجهض بتعاون استخباري امريكي بريطاني اعاد
الشاه الى سدة الحكم ، الى ايام الثورة الاسلامية التي اجتاحت ايران من اقاصي الجنوب الى اعلى القمم المحيطة بطهران نزولا الى تلال قم وحوزتها الدينية الشهيرة ..
الخميني لم يكن عميلا حين فجر الثورة الاسلامية ، ولا الشعب الايراني ، والمتظاهرون في شوارع طهران والمحتجون على نتائج الانتخابات ليسو عملاء ابدا ومن يراقب حراك هذا الشعب وطريقة التفكير السائدة فيه ، خاصة الذين يرجون ضعفا ايرانيا يجدون ان الناس هناك يتحركون وما ان يصنعوا شكلا سياسيا جديدا ومغايرا لما انتفضوا عليه سيفاجأ ان ايران هي ايران في علاقاتها مع العالم ومع الجوار الاقليمي ومنهم العرب تحديدا فالوازع القومي هو الاكثر تأثيرا في السلوك الايراني ويضاهى نظيره الديني بل ويتفوق عليه ، ولذلك فشعار الايرانيين الدائم (ايران اولا) .
وبالرجوع الى العقود التي سيطرت فيها الاسرة البهلوية على مقاليد السلطة نجد ان حال العرب كان من السوء ما يدفع الى اليأس من امكانية الحصول على تنازلات ايرانية فالجزر الثلاث التي طالب بها صدام وسكتت عنها دولة الامارات وهي طنب الصغرى وطنب الكبرى وابو موسى ) استولى عليها نظام محمد بهلوي وبالقوة وحين كانت ايران الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة ، والراعي لمصالحها في الخليج والشرق الاسط وحين كان النزاع على اشده بين القطبين الرئيسين امريكا ، والاتحاد السوفيتي السابق وبقيت الكويت ترتجف بطريقة الارتعاش كلما اهتزت العلاقات الايرانية العراقية او مع المملكة العربية السعودية ..
والبحرين كانت دائما في مرمى الحجر الايراني حتى ان من طالب بضمها خلال الاشهر الماضية من الايرانيين استند الى اقوال ورؤى سابقة ربما كان لها حضور في العهد البهلوي اما العلاقات العراقية الايرانية فشهدت ضم المزيد من الاراضي والافادة من حقول النفط واقتسام شط العرب ، وكان ذلك في عهد الشاه وكانت امريكا راضية وكانت سترضى لو فعل حليفها البهلوي المزيد والمزيد ..
ازداد خوف العرب من ايران بعد الثورة مع ان الصراع اقتصر على التصدير (افكار) ومبادى دينية مع استمرار العلاقات الاقتصادية بوتيرة هادئة او متصاعدة بحسب الاوضاع السائدة وكانت الحرب العراقية الايرانية جزءاً من مخطط لاضعاف نظام صدام حسين الذي اخذ يتسيد الشاحة واشغال الايرانيين بمشاكل تلهيهم عن تجارة الافكار ..
ويشتكي العرب من تدخلات ايرانية في ملفات عدة، عدا الافكار والشعارات والمبادئ الثورية، فهي –ايران- تدعم حركة حماس السنية في فلسطين، المضادة لحركة فتح الحليف لمنظومة الاعتدال العربية، وتعاضد حزب الله اللبناني الشيعي، وتدعم الحركات المضادة للوجود الامريكي في العراق. ولها مواقف مساندة لبعض الحركات الدينية في مختلف البلاد العربية، وبعض الحكومات الشمولية.
ماذا لونجحت حركة الاحتجاجات في تغيير النظام الاسلامي في ايران؟ هل يترتب على ذلك اقامة نظام علماني معتدل؟
من الواضح ان ايران القومية هي البديل عن ايران الاسلامية، وحينها سيكون من المؤكد اقامة حلف استراتيجي مع الغرب الطامح لنفوذ تدعمه ايران الغنية والقوية والمنفتحة.
اين سيكون العرب حينها؟ هل سيحاصرون في الدائرة الضيقة والتقليدية؟ من المرجح ان يحصل كل ذلك خاصة مع عدم امكانية نجاحهم في بلورة مشروع اقليمي واضح يكون لهم فيه دور حيوي فهم لا يمتلكون عناصر التفوق ولا الادارة السياسية ولا التماسك بين قياداتهم، ويمكن بسهولة النظر الى خارطة العلاقات العربية الحالية وشكل المنافسة والتازم بين العواصم صاحبة القرار. وليس من المبالغة القول.. ان هنالك معسكرين عربيين، احدهما يميل الى الغرب وزعيمته الولايات المتحدة، والاخر ينظر بعين الود الى ايران.
ايران الاسلامية.. غيرها القومية، فالدين يدفع الى التسامح والتقارب، والقومية تدفع الى تمجيد الذات والفصل والحدود واستشراء ظاهرة الاستعلاءعلى الاخر وبدلاً من ان نسمع كلمة مسلم وصفاً للعربي، سنسمع كلمة (ارب) كما ينطقها الايرانيون.
ايران الشهنشاهية كانت تحتقر العرب، وايران القومية قد تعيد حالة الرعب العربي من الغول الايراني لتتسيد المشهد..
وفي كل الاحوال فان ما يحدث في ايران الان خارج دائرة التأثير العربي، وما على العرب سوى انتظار النتائج التي لن تكون بصالحهم في كل الاحوال
السبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» قصيده بعنوان كافي
الجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري
» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
الأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري
» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري
» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
الجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري
» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
الأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب / صاحب الضويري
السبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري
» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
الخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين
» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
الخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين
» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
الخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين
» دعوة للمشاركة
الخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري
» قصص قصيرة جدا
الإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري
» زعلتك صدك
الثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
الإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» أكميله للشاعر عارف مأمون
الإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري
» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
الإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري
» قراءة الواقع الثقافي في العراق
السبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري
» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري