عندما يتواضع المنتصر ....
محمد حبيب غالي
ظهرت في عالم السياسة اليوم اساليب جديدة يعتادها بعض ممتهني السياسة لاغراض لا تخرج على نطاق سياسية أيضا , فمن هذه الأساليب هو التواضع الذي يظهره البعض مع خصومهم رغم استغراب البعض الأخر ( من غير ممارسي هذا الأسلوب ) من استخدامه لعدم الحاجة له وخصوصا عندما يكون صاحبه في مصدر القوة والانتصار والهيبة ... !! , ثم استخدام التواضع مع من ؟؟؟ مع الخصوم والأعداء ( فـي المعارك الانتخابية مثلا ) ولا يأتي هذا الاسلوب بدافع الخوف ... وإنما إرضاءهم ومحاولة كسبهم وتطبيق قول الإمام علي ( عليه السلام ) عندما قال " ألف صديق ولا عدوٌ واحد " .
الجميع تابع المعركة الانتخابية التي حدثت قبل أيام في لبنان وقبلها في العراق بخمسة أشهر , فهي نفس المعركة والتنافس ذاته بين الإطراف حيث الاختلاف فقط في إن الانتخابات اللبنانية هي نيابية أما في العراق فقد كانت على مستوى المحافظات ومجالسها , ولكننا أذا ما أردنا ان نستعرض ونقارن هاتين الحملتين واهم الخصال التي تشابهت ومثلها أوجه الاختلاف , ربما نلمس الكثير لتشابه الأوضاع السياسية وتباينها في نفس الوقت وبالإضافة الى اختلاف تقاليد الشعبين واطباعهم .
لو نستقرأ أحداث هاتين الحملتين وما ألت إليه نتائجها نجد ان هناك حدث مشابه حصل بعد إعلان النتائج وبيان الفائزين وهو التواضع الذي تحلى به المنتصرين ودعواتهم الى مشاركة الجميع ( رغم أحقيتهم في إدارة البلاد دون مشاركة الآخرين ) .. ! , ثم ليس فقط الدعوات وإنما محاولة لمشاركة الجهات الخاسرة فعلاً , حيث نستذكر ان السيد نوري المالكي قام بعدة زيارات بعد إعلان النتائج الانتخابية للسياسيين الذي خسروا الانتخابات ومثلها في لبنان فقد أكد الحريري انه مستعد لزيارة السيد نصر الله ومشاركة قواه في تشكيل الحكومة الجديدة بالإضافة الى الاعتراف بسلاح المقاومة وتشكيل حكومة توافقية كحال حكومة والده رفيق الحريري حسب ما ذكرته جريدة السفير اللبنانية .
أما أوجه الاختلاف فهي الروح الرياضية التي تحلى بها الخاسرون في لبنان عكس بعض خاسرو انتخابات العراق , فبعضهم يطعنون بالانتخابات مباشرة بعد بيان خسارتهم ويطعنون في نتائجها وتوجيه تهم التزوير الى منتصريها ... وغير ذلك من الأمور التي تعكر صفو الأجواء الديمقراطية التي استمتع بها المواطن العراقي وحرية رأيه في الانتخابات وربما لا يكون هذا الكلام رسمي او علني ( واقصد الطعن بالنتائج ) من الجهات الخاسرة وانما يعبرون عنه بطريقة غير مباشرة او عن غير ألسنتهم .
في كلمة للسيد حسن نصر الله بعد إعلان النتائج عبر عن تقبله للخسارة الانتخابية رغم إعطاء الضوء لمن يريد ان يطعن بها من قيادات الحزب , إلا انه تحلى بالروح الرياضية وذكر بعض الالتزامات التي يجب ان تأخذها الحكومة الجديدة بعين الاعتبار وفي مقدمتها الاعتراف بسلاح المقاومة الذي لا يمكن التنازل عنه , وتقبل كلمته من معارضيه وفائزي الانتخابات !!!! وهناك حديث حول اعطاء 10 وزراء لقوى 8 اذار مقابل 15 وزير لقوى 14 اذار و5 وزراء الى الرئيس .
هذا يعني ان الفائز في الانتخابات اللبنانية تواضع كثيرا لبناء حكومة جديدة تشمل كل اطياف الشعب اللبناني والذي يعتبر من اكثر الشعوب العربية تنوعاً , يقابله اعتراف من القوى الخاسرة بالنتائج , ربما لا يكون سبب هذا التواضع هو الخوف كما قلت وإنما السبب هو إيقانهم الآن الى حقيقة التي تقول ان عدم بناء حكومة تشمل كل الأطياف سوف لا يؤدي الى المزيد من الانشقاقات والانقسامات , وحال هذه الحقيقة هي التي دفعت السيد المالكي الى زيارة خصومه بعد الانتخابات .
محمد حبيب غالي
Mohammed.media@yahoo.com
محمد حبيب غالي
ظهرت في عالم السياسة اليوم اساليب جديدة يعتادها بعض ممتهني السياسة لاغراض لا تخرج على نطاق سياسية أيضا , فمن هذه الأساليب هو التواضع الذي يظهره البعض مع خصومهم رغم استغراب البعض الأخر ( من غير ممارسي هذا الأسلوب ) من استخدامه لعدم الحاجة له وخصوصا عندما يكون صاحبه في مصدر القوة والانتصار والهيبة ... !! , ثم استخدام التواضع مع من ؟؟؟ مع الخصوم والأعداء ( فـي المعارك الانتخابية مثلا ) ولا يأتي هذا الاسلوب بدافع الخوف ... وإنما إرضاءهم ومحاولة كسبهم وتطبيق قول الإمام علي ( عليه السلام ) عندما قال " ألف صديق ولا عدوٌ واحد " .
الجميع تابع المعركة الانتخابية التي حدثت قبل أيام في لبنان وقبلها في العراق بخمسة أشهر , فهي نفس المعركة والتنافس ذاته بين الإطراف حيث الاختلاف فقط في إن الانتخابات اللبنانية هي نيابية أما في العراق فقد كانت على مستوى المحافظات ومجالسها , ولكننا أذا ما أردنا ان نستعرض ونقارن هاتين الحملتين واهم الخصال التي تشابهت ومثلها أوجه الاختلاف , ربما نلمس الكثير لتشابه الأوضاع السياسية وتباينها في نفس الوقت وبالإضافة الى اختلاف تقاليد الشعبين واطباعهم .
لو نستقرأ أحداث هاتين الحملتين وما ألت إليه نتائجها نجد ان هناك حدث مشابه حصل بعد إعلان النتائج وبيان الفائزين وهو التواضع الذي تحلى به المنتصرين ودعواتهم الى مشاركة الجميع ( رغم أحقيتهم في إدارة البلاد دون مشاركة الآخرين ) .. ! , ثم ليس فقط الدعوات وإنما محاولة لمشاركة الجهات الخاسرة فعلاً , حيث نستذكر ان السيد نوري المالكي قام بعدة زيارات بعد إعلان النتائج الانتخابية للسياسيين الذي خسروا الانتخابات ومثلها في لبنان فقد أكد الحريري انه مستعد لزيارة السيد نصر الله ومشاركة قواه في تشكيل الحكومة الجديدة بالإضافة الى الاعتراف بسلاح المقاومة وتشكيل حكومة توافقية كحال حكومة والده رفيق الحريري حسب ما ذكرته جريدة السفير اللبنانية .
أما أوجه الاختلاف فهي الروح الرياضية التي تحلى بها الخاسرون في لبنان عكس بعض خاسرو انتخابات العراق , فبعضهم يطعنون بالانتخابات مباشرة بعد بيان خسارتهم ويطعنون في نتائجها وتوجيه تهم التزوير الى منتصريها ... وغير ذلك من الأمور التي تعكر صفو الأجواء الديمقراطية التي استمتع بها المواطن العراقي وحرية رأيه في الانتخابات وربما لا يكون هذا الكلام رسمي او علني ( واقصد الطعن بالنتائج ) من الجهات الخاسرة وانما يعبرون عنه بطريقة غير مباشرة او عن غير ألسنتهم .
في كلمة للسيد حسن نصر الله بعد إعلان النتائج عبر عن تقبله للخسارة الانتخابية رغم إعطاء الضوء لمن يريد ان يطعن بها من قيادات الحزب , إلا انه تحلى بالروح الرياضية وذكر بعض الالتزامات التي يجب ان تأخذها الحكومة الجديدة بعين الاعتبار وفي مقدمتها الاعتراف بسلاح المقاومة الذي لا يمكن التنازل عنه , وتقبل كلمته من معارضيه وفائزي الانتخابات !!!! وهناك حديث حول اعطاء 10 وزراء لقوى 8 اذار مقابل 15 وزير لقوى 14 اذار و5 وزراء الى الرئيس .
هذا يعني ان الفائز في الانتخابات اللبنانية تواضع كثيرا لبناء حكومة جديدة تشمل كل اطياف الشعب اللبناني والذي يعتبر من اكثر الشعوب العربية تنوعاً , يقابله اعتراف من القوى الخاسرة بالنتائج , ربما لا يكون سبب هذا التواضع هو الخوف كما قلت وإنما السبب هو إيقانهم الآن الى حقيقة التي تقول ان عدم بناء حكومة تشمل كل الأطياف سوف لا يؤدي الى المزيد من الانشقاقات والانقسامات , وحال هذه الحقيقة هي التي دفعت السيد المالكي الى زيارة خصومه بعد الانتخابات .
محمد حبيب غالي
Mohammed.media@yahoo.com
السبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» قصيده بعنوان كافي
الجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري
» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
الأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري
» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري
» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
الجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري
» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
الأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب / صاحب الضويري
السبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري
» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
الخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين
» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
الخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين
» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
الخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين
» دعوة للمشاركة
الخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري
» قصص قصيرة جدا
الإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري
» زعلتك صدك
الثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
الإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» أكميله للشاعر عارف مأمون
الإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري
» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
الإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري
» قراءة الواقع الثقافي في العراق
السبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري
» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري