حب الاوطان أم حب الايديولوجيا المشبوهة؟
*محمد علي الحسيني.
من القضايا المستجدة على أثر تداعيات الاوضاع السياسية ـ الفکرية في المنطقة سيما بعد الاحتلال السوفيتي لأفغانستان و الحرب العراقية ـ الايرانية و الاحتلال الامريکي للعراق، تلك التي تدعو و بشکل ملفت للنظر الى صياغة فهم و رؤية جديدة لموضوع الوطن و منحه أبعادا تتجه به لإتجاهات و مفترقات تتخذ في مضامينها معان مختلفة تماما عن تلك التي تربينا عليها في مختلف أقطار وطننا العربي الکبير.
ومن الغريب و الملفت للنظر، أن تتفق إتجاهات سياسية و فکرية متضاربة مع بعضها البعض في منح فرص التواجد و التعشعش لتلك الافکار و الطروحات الغريبة عن امتنا العربية بل و الاغرب من ذلك هو إلتقاء المصالح الامريکية و الايرانية و تواتر الانباء و التقارير المتباينة بصدد إحتمالات إبرام صفقات سياسية ـ أمنية تضمن للطرفين تلك المصالح و تکسبها أطرا و أشکالا جديدة تضمن لها الامن و الاستقرار.
وإذاماکان الرسول الاکرم"ص"قد أکد في حديثه الشريف(حب الوطن من الايمان)، على مسألة حب الوطن وقرن ذلك بموضوع بالغ الاهمية و هو الايمان، فإنه قد سعى ومنذ أمد بعيد على تسليط الضوء على أهمية الحفاظ على علاقة المرء بوطنه و ضرورة توطيد تلك العلاقة بما يصب في مصلحة و منفعة کلا الطرفين، فإن الاتجاهات السياسية ـ الفکرية الجديدة القادمة من خلف أسوار الوطن العربي تسعى بکل ماأوتيت الى تحريف هذه العلاقة النبيلة التي أکد عليها النبي الاکرم و تحويره أو حتى تحريفه الى معنى جديد يتم فيه وضع ايديولوجية سياسية ـ فکرية محددة کنظرية ولاية الفقيه مثلا محل حب الوطن وإعتبار هذا البديل الجديد(الغريب تماما عن أمتنا و وطننا العربي)بمثابة مسألة أهم و اسمى من الوطن.
حب الوطن، ليست مسألة مستجدة استحدثها الفکر العربي، انما هي مسألة تمتلك من الاصالة ما يرجع بنا الى فجر التأريخ و ترتبط بالاصالة الانسانية ذاتها و تمتزج به بشکل غير عادي حتى يکاد المرء يشعر أحيانا أن لا فرق يذکر بينهما، وحتى أن التأريخ العربي سواء قبل الاسلام أو بعد تشرفه الامة العربية بالاسلام، قد استمر على هذا الفهم المحدد و الواضح لموضوع حب الوطن و لم يمنحه بعدا مؤدلجا أو حتى غير واضحا، واننا نعتقد بأن نبي الرحمة و المحبة سيدنا محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم، قد حرص و بشکل لايقبل الجدل أو النقاش على التأکيد على هذا المعنى، بيد أن تکالب الهجمة المتعددة الابعاد و الاوجه على وطننا العربي و حرص القوى المعادية على العمل على سلوك مختلف الطرق للحفاظ على مصالحها، قد دعتها للعمل على نسف مبدأ حب الوطن أو تحريفه عن معناه الحقيقي و الاساسي، خصوصا وان هذه القوى قد وجدت في حب العرب لأوطانهم عقبة کأداء أمامهم لکي يصلوا الى أهدافهم و مآربهم المشبوهة، ومن هنا فقد بدأوا بالعمل المستمر و من خلال عدة أطروحات و إتجاهات سياسية ـ فکرية متباينة من أجل دفع العربي و حثه للتشکيك بموضوع حب الوطن و دفعه لسياقات مستحدثة غريبة على تأريخه و تراثه و قيمه و دينه.
اننا في المجلس العربي الاسلامي، قد أکدنا حرصنا دوما على هذه المسألة و لفتنا الانظار الى خطورة تداعياتها على الامن القومي العربي، خصوصا وان السعي المشبوه لإستغلال الشيعة العرب من أجل تمرير أجندة سياسية ـ أمنية محددة، يرتبط و بشکل قوي جدا بهذا المعنى الذي نتحدث عنه، واننا ندعو أخوتنا الشيعة العرب في وطننا العربي بشکل عام و في أقطار الخليج العربي بشکل خاص، الى الوقوف بوعي و حذر ضد هذا الاتجاه و تعريته و فضحه على رؤوس الاشهاد و نحثهم على التمسك بمسألة حب الوطن کما کان حال آبائنا و اجدادنا وان لانضحي برفعة و سمو أوطاننا من أجل أجندة مشبوهة تخدم في النهاية مصالح أجنبية مهما کانت مسمياتها و أشکالها.
*الأمين العام للمجلس الاسلامي العربي في لبنان.
alsayedalhusseini@hotmail.com
*محمد علي الحسيني.
من القضايا المستجدة على أثر تداعيات الاوضاع السياسية ـ الفکرية في المنطقة سيما بعد الاحتلال السوفيتي لأفغانستان و الحرب العراقية ـ الايرانية و الاحتلال الامريکي للعراق، تلك التي تدعو و بشکل ملفت للنظر الى صياغة فهم و رؤية جديدة لموضوع الوطن و منحه أبعادا تتجه به لإتجاهات و مفترقات تتخذ في مضامينها معان مختلفة تماما عن تلك التي تربينا عليها في مختلف أقطار وطننا العربي الکبير.
ومن الغريب و الملفت للنظر، أن تتفق إتجاهات سياسية و فکرية متضاربة مع بعضها البعض في منح فرص التواجد و التعشعش لتلك الافکار و الطروحات الغريبة عن امتنا العربية بل و الاغرب من ذلك هو إلتقاء المصالح الامريکية و الايرانية و تواتر الانباء و التقارير المتباينة بصدد إحتمالات إبرام صفقات سياسية ـ أمنية تضمن للطرفين تلك المصالح و تکسبها أطرا و أشکالا جديدة تضمن لها الامن و الاستقرار.
وإذاماکان الرسول الاکرم"ص"قد أکد في حديثه الشريف(حب الوطن من الايمان)، على مسألة حب الوطن وقرن ذلك بموضوع بالغ الاهمية و هو الايمان، فإنه قد سعى ومنذ أمد بعيد على تسليط الضوء على أهمية الحفاظ على علاقة المرء بوطنه و ضرورة توطيد تلك العلاقة بما يصب في مصلحة و منفعة کلا الطرفين، فإن الاتجاهات السياسية ـ الفکرية الجديدة القادمة من خلف أسوار الوطن العربي تسعى بکل ماأوتيت الى تحريف هذه العلاقة النبيلة التي أکد عليها النبي الاکرم و تحويره أو حتى تحريفه الى معنى جديد يتم فيه وضع ايديولوجية سياسية ـ فکرية محددة کنظرية ولاية الفقيه مثلا محل حب الوطن وإعتبار هذا البديل الجديد(الغريب تماما عن أمتنا و وطننا العربي)بمثابة مسألة أهم و اسمى من الوطن.
حب الوطن، ليست مسألة مستجدة استحدثها الفکر العربي، انما هي مسألة تمتلك من الاصالة ما يرجع بنا الى فجر التأريخ و ترتبط بالاصالة الانسانية ذاتها و تمتزج به بشکل غير عادي حتى يکاد المرء يشعر أحيانا أن لا فرق يذکر بينهما، وحتى أن التأريخ العربي سواء قبل الاسلام أو بعد تشرفه الامة العربية بالاسلام، قد استمر على هذا الفهم المحدد و الواضح لموضوع حب الوطن و لم يمنحه بعدا مؤدلجا أو حتى غير واضحا، واننا نعتقد بأن نبي الرحمة و المحبة سيدنا محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم، قد حرص و بشکل لايقبل الجدل أو النقاش على التأکيد على هذا المعنى، بيد أن تکالب الهجمة المتعددة الابعاد و الاوجه على وطننا العربي و حرص القوى المعادية على العمل على سلوك مختلف الطرق للحفاظ على مصالحها، قد دعتها للعمل على نسف مبدأ حب الوطن أو تحريفه عن معناه الحقيقي و الاساسي، خصوصا وان هذه القوى قد وجدت في حب العرب لأوطانهم عقبة کأداء أمامهم لکي يصلوا الى أهدافهم و مآربهم المشبوهة، ومن هنا فقد بدأوا بالعمل المستمر و من خلال عدة أطروحات و إتجاهات سياسية ـ فکرية متباينة من أجل دفع العربي و حثه للتشکيك بموضوع حب الوطن و دفعه لسياقات مستحدثة غريبة على تأريخه و تراثه و قيمه و دينه.
اننا في المجلس العربي الاسلامي، قد أکدنا حرصنا دوما على هذه المسألة و لفتنا الانظار الى خطورة تداعياتها على الامن القومي العربي، خصوصا وان السعي المشبوه لإستغلال الشيعة العرب من أجل تمرير أجندة سياسية ـ أمنية محددة، يرتبط و بشکل قوي جدا بهذا المعنى الذي نتحدث عنه، واننا ندعو أخوتنا الشيعة العرب في وطننا العربي بشکل عام و في أقطار الخليج العربي بشکل خاص، الى الوقوف بوعي و حذر ضد هذا الاتجاه و تعريته و فضحه على رؤوس الاشهاد و نحثهم على التمسك بمسألة حب الوطن کما کان حال آبائنا و اجدادنا وان لانضحي برفعة و سمو أوطاننا من أجل أجندة مشبوهة تخدم في النهاية مصالح أجنبية مهما کانت مسمياتها و أشکالها.
*الأمين العام للمجلس الاسلامي العربي في لبنان.
alsayedalhusseini@hotmail.com
السبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» قصيده بعنوان كافي
الجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري
» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
الأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري
» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري
» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
الجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري
» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
الأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب / صاحب الضويري
السبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري
» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
الخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين
» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
الخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين
» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
الخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين
» دعوة للمشاركة
الخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري
» قصص قصيرة جدا
الإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري
» زعلتك صدك
الثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
الإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» أكميله للشاعر عارف مأمون
الإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري
» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
الإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري
» قراءة الواقع الثقافي في العراق
السبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري
» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري