لِمَاذا الصِّراعُ بَيْنَ الإسلام والغَرب؟
بقلم: علي بولاج
تَرَََْجَمَة: عَبْد الخَالِقِ البُهْرزي
يقول الصحفي البريطاني روبرت فيسك الذي يكتب في جريدة (الانتبندت) البريطانية مايلي:
"أتساءل مع نفسي في بعض الأحيان عن سبب عدم حدوث إصلاحات ثقافية في الدين الإسلامي، وأقوم بالإجابة على ذلك بنفسي، هو أن المسلمين ومنذ مئات السنين في حالة دفاع دائم والعدو يتربصهم عن عتبات أبوابهم. نحن الغربيون لم نمنح المسلمين أية فرصة للتفكير في أي شيء على الإطلاق. إنه وبالاستفادة من قوتنا الصناعية وامكانياتنا والعلمية والتكنولوجية وقدراتنا على ادارة العالم والتحكم به قمنا وبشكل مستمر بتفجير الوضع في العالم الإسلامي ولم نمنحه أية فرصة لمراجعة نفسه ولتطوره. أنا لست بمطّلع على القرآن؛ ولكن هذا ما أفكر به."
يقول روبرت فيسك بان" سياسة امريكا فيما يتعلق بالاسلام" تقوم على العداء
"لماذ تتواجد الولايات المتحدة الامريكية في العراق، والشرق الأوسط، و كازاخستان، وأوزباكستان، وباكستان، وألمانيا، و تركيا واليونان أيضاً؟ لماذا يتواجد الجنود الأمريكان في كل أنحاء الكون خارج حدود بلدهم؟ ماذا يفعلون فوق هذه الأراضي؟"
قمت ببحث علمي يخص ملحق جريدة (الانتبندت)، ليوم الأحد، واستمر العمل به حوالي ستة أشهر. قارنت بين عدد الجنود المشاركين في الحروب الصليبية في القرن الثاني عشر، و بين عدد الجنود الأمريكان المتواجدين حالياً في منطقة الشرق الأوسط، وكانت النتيجة لا تصدق! إن عدد جنود الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط اليوم يعادل اثنان وعشرون مرة عدد جنود الحروب الصليبية". (صحيفة الوطن التركية الصادرة في 16 أيار 2007)
الرئيس الامريكي الاسود اوباما يريد القيام بـ "بداية جديدة"مع العالم الاسلامي، كيف؟
هل عبر بقاء نقاط الصراع الرئيسية بين الغرب المتمثل بالتحالف الامريكي والاوربي وبين المسلمين؟
هل بالامكان القيام بـ "بداية جديدة " دون النزول الى مصادر الخلاف والصراع الحقيقية؟ 1. امريكا والغربيُخضعان ثلثي مصادر الطاقة العالمي الواقعة ضمن الجغرافية الاسلامية الى سيطرتهما، وتراقبان خطوط نقل الطاقة. المسلمون عاجزون عن امتلاك زمام التحكم في ثرواتهم الطبيعية.
2. تتقدم الانظمة القمعية على رأس العوائق البنيوية التي تقف أمام التغيير في العالم الاسلامي.
يمثل الشباب الغالبية العظمى من السكان؛ الملايين منهم تعاني من فقدان الامل، والبطالة عن العمل، و تطالب بتحسين التعليم والخدمات الصحية، والتوزيع العادل للدخل، وحرية التعبير، والحق في حرية المعارضة، باختصار انهم يريدون حياة انسانية تليق بهم. ان من يدعم ويسند هذه الانظمة القمعية الولايات المتحدة الامريكية والغرب.
ان القوى المطالبة بالانتخابات الحرة والمشاركة الديمقراطية والانظمة البرلمانية كالجبهة الاسلامية للانقاذ في الجزائر، وحماس، وحزب الله والاخوان المسلمين يجري تصنيفهم "بالمتطرفين"، أما من يدعم ويساند الانظمة الدكتاتورية والملكية فيصبح "معتدلا".
ان "المعتدلين" في نظر الغرب هم القوى التي لاتعترض على تواجدهم في المنطقة ، أما "المتطرفين" فهم الذين يعارضون ذلك التواجد.
3. ان اسرائيل التي زُرعت في قلب المنطقة مازالت ومنذ ستون عاماً تحتل الاراضي، و قد حولت حياة الفلسطينيين الى جحيم، ومقابل هذا فإن الغرب مجتمعا في معسكر واحد يدعم اسرائيل دعماً مطلقاً دون قيد او شرط.
تعتبر القضية الفلسطينية باعتبارها "ام المسائل وام القضايا". فبدون انهاء الاحتلال، وبدون عودة اللاجئين، وبدون ايقاف الاستيطان، وبدون قبول القدس الشرقية باعتبارها عاصمة الدولة الفلسطينية، وبدون التخلي عن هدم المسجد الاقصى فإن هذه القضية لن تنتهي.
4. يجري وبشكل منهجي ومخطط ونظامي عملية اقصاء وتشويه للدين الاسلامي وللمنسوبين اليه. بحيث يُدفع خارج النظام العالمي و يتم عزله واضفاء صبغة الشيطان عليه. ونحن نشهد كل يوم المزيد من عمليات التشويه واطلاق الصفات والمفردات الجديدة الهادفة للاساءة الى الاسلام والمسلمين مثل التعصب، والانغلاق، والاسلام السياسي، وعدم الاندماج، والاصولية، والتطرف، والاسلام فوبيا، والفاشية الاسلامية، والرجعية، والتعصب، والتخلف، والرجعية، والارهاب الاسلامي وغيرها من المسميات.
5. يفرض الغرب ثقافته ونمط حياته، ويجبر الحكومات عبر سياسة الاجبار على تطبيق هذه الامور.
وهو بذلك لايعطي الفرصة للمسلمين لاحداث التغييرات بمسارها الطبيعي، و يلعب بالنسيج الاجتماعي والثقافي للمجتمع الاسلامي.
هذه هي نقاط الصراع الحقيقية، هنا تكمن مصادر الصراع الحقيقي. وهذه المشاكل التي رَسمت خطوطا عريضة تفصل العالم الغربي الذي يقف في جهة، والعالم الاسلامي الذي يقف في جهة أخرى.
اذا أراد الغرب التصالح مع الاسلام والعيش سوية فعليه أن يسحب جيوشه المحتلة، وأن يتخلى عن دعم الانظمة القمعية، وان تنسحب اسرائيل الى حدود ماقبل عام 1967 وان يُظهر احترامه للاسلام والى انماط عيش المسلمين.
بقلم: علي بولاج
تَرَََْجَمَة: عَبْد الخَالِقِ البُهْرزي
يقول الصحفي البريطاني روبرت فيسك الذي يكتب في جريدة (الانتبندت) البريطانية مايلي:
"أتساءل مع نفسي في بعض الأحيان عن سبب عدم حدوث إصلاحات ثقافية في الدين الإسلامي، وأقوم بالإجابة على ذلك بنفسي، هو أن المسلمين ومنذ مئات السنين في حالة دفاع دائم والعدو يتربصهم عن عتبات أبوابهم. نحن الغربيون لم نمنح المسلمين أية فرصة للتفكير في أي شيء على الإطلاق. إنه وبالاستفادة من قوتنا الصناعية وامكانياتنا والعلمية والتكنولوجية وقدراتنا على ادارة العالم والتحكم به قمنا وبشكل مستمر بتفجير الوضع في العالم الإسلامي ولم نمنحه أية فرصة لمراجعة نفسه ولتطوره. أنا لست بمطّلع على القرآن؛ ولكن هذا ما أفكر به."
يقول روبرت فيسك بان" سياسة امريكا فيما يتعلق بالاسلام" تقوم على العداء
"لماذ تتواجد الولايات المتحدة الامريكية في العراق، والشرق الأوسط، و كازاخستان، وأوزباكستان، وباكستان، وألمانيا، و تركيا واليونان أيضاً؟ لماذا يتواجد الجنود الأمريكان في كل أنحاء الكون خارج حدود بلدهم؟ ماذا يفعلون فوق هذه الأراضي؟"
قمت ببحث علمي يخص ملحق جريدة (الانتبندت)، ليوم الأحد، واستمر العمل به حوالي ستة أشهر. قارنت بين عدد الجنود المشاركين في الحروب الصليبية في القرن الثاني عشر، و بين عدد الجنود الأمريكان المتواجدين حالياً في منطقة الشرق الأوسط، وكانت النتيجة لا تصدق! إن عدد جنود الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط اليوم يعادل اثنان وعشرون مرة عدد جنود الحروب الصليبية". (صحيفة الوطن التركية الصادرة في 16 أيار 2007)
الرئيس الامريكي الاسود اوباما يريد القيام بـ "بداية جديدة"مع العالم الاسلامي، كيف؟
هل عبر بقاء نقاط الصراع الرئيسية بين الغرب المتمثل بالتحالف الامريكي والاوربي وبين المسلمين؟
هل بالامكان القيام بـ "بداية جديدة " دون النزول الى مصادر الخلاف والصراع الحقيقية؟ 1. امريكا والغربيُخضعان ثلثي مصادر الطاقة العالمي الواقعة ضمن الجغرافية الاسلامية الى سيطرتهما، وتراقبان خطوط نقل الطاقة. المسلمون عاجزون عن امتلاك زمام التحكم في ثرواتهم الطبيعية.
2. تتقدم الانظمة القمعية على رأس العوائق البنيوية التي تقف أمام التغيير في العالم الاسلامي.
يمثل الشباب الغالبية العظمى من السكان؛ الملايين منهم تعاني من فقدان الامل، والبطالة عن العمل، و تطالب بتحسين التعليم والخدمات الصحية، والتوزيع العادل للدخل، وحرية التعبير، والحق في حرية المعارضة، باختصار انهم يريدون حياة انسانية تليق بهم. ان من يدعم ويسند هذه الانظمة القمعية الولايات المتحدة الامريكية والغرب.
ان القوى المطالبة بالانتخابات الحرة والمشاركة الديمقراطية والانظمة البرلمانية كالجبهة الاسلامية للانقاذ في الجزائر، وحماس، وحزب الله والاخوان المسلمين يجري تصنيفهم "بالمتطرفين"، أما من يدعم ويساند الانظمة الدكتاتورية والملكية فيصبح "معتدلا".
ان "المعتدلين" في نظر الغرب هم القوى التي لاتعترض على تواجدهم في المنطقة ، أما "المتطرفين" فهم الذين يعارضون ذلك التواجد.
3. ان اسرائيل التي زُرعت في قلب المنطقة مازالت ومنذ ستون عاماً تحتل الاراضي، و قد حولت حياة الفلسطينيين الى جحيم، ومقابل هذا فإن الغرب مجتمعا في معسكر واحد يدعم اسرائيل دعماً مطلقاً دون قيد او شرط.
تعتبر القضية الفلسطينية باعتبارها "ام المسائل وام القضايا". فبدون انهاء الاحتلال، وبدون عودة اللاجئين، وبدون ايقاف الاستيطان، وبدون قبول القدس الشرقية باعتبارها عاصمة الدولة الفلسطينية، وبدون التخلي عن هدم المسجد الاقصى فإن هذه القضية لن تنتهي.
4. يجري وبشكل منهجي ومخطط ونظامي عملية اقصاء وتشويه للدين الاسلامي وللمنسوبين اليه. بحيث يُدفع خارج النظام العالمي و يتم عزله واضفاء صبغة الشيطان عليه. ونحن نشهد كل يوم المزيد من عمليات التشويه واطلاق الصفات والمفردات الجديدة الهادفة للاساءة الى الاسلام والمسلمين مثل التعصب، والانغلاق، والاسلام السياسي، وعدم الاندماج، والاصولية، والتطرف، والاسلام فوبيا، والفاشية الاسلامية، والرجعية، والتعصب، والتخلف، والرجعية، والارهاب الاسلامي وغيرها من المسميات.
5. يفرض الغرب ثقافته ونمط حياته، ويجبر الحكومات عبر سياسة الاجبار على تطبيق هذه الامور.
وهو بذلك لايعطي الفرصة للمسلمين لاحداث التغييرات بمسارها الطبيعي، و يلعب بالنسيج الاجتماعي والثقافي للمجتمع الاسلامي.
هذه هي نقاط الصراع الحقيقية، هنا تكمن مصادر الصراع الحقيقي. وهذه المشاكل التي رَسمت خطوطا عريضة تفصل العالم الغربي الذي يقف في جهة، والعالم الاسلامي الذي يقف في جهة أخرى.
اذا أراد الغرب التصالح مع الاسلام والعيش سوية فعليه أن يسحب جيوشه المحتلة، وأن يتخلى عن دعم الانظمة القمعية، وان تنسحب اسرائيل الى حدود ماقبل عام 1967 وان يُظهر احترامه للاسلام والى انماط عيش المسلمين.
السبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» قصيده بعنوان كافي
الجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري
» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
الأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري
» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري
» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
الجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري
» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
الأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب / صاحب الضويري
السبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري
» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
الخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين
» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
الخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين
» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
الخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين
» دعوة للمشاركة
الخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري
» قصص قصيرة جدا
الإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري
» زعلتك صدك
الثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
الإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» أكميله للشاعر عارف مأمون
الإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري
» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
الإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري
» قراءة الواقع الثقافي في العراق
السبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري
» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري